بقيمة تزيد على 7 مليارات درهم "تعزيز" و"ريلاينس" تُطلقان مشروعاً استراتيجياً مشتركاً لإنتاج مواد كيميائية في الرويس

07 ديسمبر 2021
  • أول استثمار لشركة "ريلاينس" في المنطقة ويسهم في تعزيز العلاقات بين الإمارات والهند
  • المشروع المشترك يتماشى مع هدف "تعزيز" بالمساهمة في تنويع الاقتصاد المحلي وتسريع النمو الصناعي وتمكين سلاسل الإمداد المحلية من خلال إنتاج مواد كيميائية جديدة
  • المشروع يعكس التقدم الذي تحققه "تعزيز" ويؤكد الاهتمام الكبير للمستثمرين المحليين والدوليين بالفرص الاستثمارية التي تتيحها منظومتها الصناعية
  • الاتفاقية تمثل المرحلة التالية من اتفاقية الشراكة بين "تعزيز" و"ريلاينس" لإنتاج "الكلور القلوي" و"ثاني كلوريد الإيثيلين" و"كلوريد البولي فينيل" على مستوى عالمي في الرويس

أعلنت شركة أبوظبي للمشتقات الكيميائية المحدودة "تعزيز" وشركة "ريلاينس للصناعات المحدودة" الهندية اتفاقهما على إطلاق (تعزيز إي دي سي آند بي في سي) كمشروع مشترك عالمي المستوى لإنتاج المواد الكيميائية ضمن منطقة تعزيز للصناعات الكيماوية في الرويس.

يهدف المشروع المشترك الجديد لبناء وتشغيل مصنع عالمي لإنتاج "الكلور القلوي" و"ثاني كلوريد الإيثيلين" و"كلوريد البولي فينيل" للمرة الأولى في دولة الإمارات باستثمارات تزيد على 7.3 مليار درهم إماراتي (2 مليار دولار أمريكي). وسيسهم المشروع المشترك في زيادة الاعتماد على المنتجات المحلية بدلاً من المستوردة وإنشاء سلاسل قيمة محلية جديدة، إضافةً إلى تلبية الطلب العالمي المتزايد على هذه المواد الكيميائية. وتمثل منطقة "تعزيز" للكيماويات الصناعية إحدى المناطق الثلاث التي تتألف منها منظومة "تعزيز" الصناعية المتكاملة، المشروع المشترك بين شركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك" و"القابضة" (ADQ) الذي أسسه الطرفان لدعم نمو مجمع الرويس الصناعي وقطاعات الكيماويات والصناعات المتقدمة في إمارة أبوظبي بهدف تحفيز الصناعة ونمو قطاع البتروكيماويات في الرويس، والمساهمة في جهود التنويع الاقتصادي في الدولة.

ويعتمد المشروع على الشراكة الاستراتيجية طويلة الأمد بين أدنوك و"ريلاينس"، ويمثل أول استثمار لشركة "ريلاينس" في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

شهد مراسم توقيع اتفاقية المشروع المشترك، التي أقيمت افتراضياً، معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لأدنوك ومجموعة شركاتها؛ وموكيش أمباني، رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة "ريلاينس للصناعات المحدودة، ووقع الاتفاقية خليفه المهيري الرئيس التنفيذي بالإنابة لشركة "تعزيز"، وكمال نانافاتي، رئيس قسم التخطيط الاستراتيجي وتطوير الأعمال بشركة "ريلاينس للصناعات المحدودة"، وتخضع الاتفاقية للحصول على الموافقات التنظيمية ذات الصلة.

وبهذه المناسبة، قال معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر: "ترتبط دولة الإمارات وجمهورية الهند بعلاقات قوية تشهد تطوراً مستمراً بفضل دعم القيادة الرشيدة في الدولة وحرصها على ترسيخ أواصر التعاون وتعزيزه في مختلف المجالات، لا سيما في قطاعات الطاقة والاقتصاد والتجارة والاستثمار. وتستفيد هذه الشراكة الاستراتيجية مع ’ريلاينس‘ من العلاقات الثنائية المتطورة ذات الجذور التاريخية بين الدولتين، كما أنها تؤكد جدوى الفرص والعروض الجاذبة التي توفرها ’تعزيز‘ فيما نمضي قدماً لتطوير منظومة صناعية عالمية متطورة. ويسعدنا التعاون مع شركة ’ريلاينس‘ في هذا المشروع المشترك الذي يهدف لتصنيع مواد خام حيوية للمرة الأولى في دولة الإمارات، بما يدعم استراتيجيتنا الوطنية لتمكين نمو وتطور القطاع الصناعي المحلي وترسيخ مكانة دولة الإمارات مركزاً تنافسياً عالمياً لإنتاج المواد الكيميائية".

وأضاف: "تماشياً مع رؤية القيادة الرشيدة ببناء اقتصادٍ مستدام وفق ’مبادئ الخمسين‘، يمثل هذا المشروع المشترك إنجازاً رئيسياً في استراتيجية أدنوك لتوسعة أعمالها في مجال التكرير والتصنيع والبتروكيماويات وتطوير منطقة ’تعزيز‘ للصناعات الكيماوية. وسيسهم إنتاج هذه المواد الخام الصناعية المهمة في تطوير ودعم سلاسل الإمداد المحلية، وتحقيق الاكتفاء الذاتي، وتعزيز القيمة المحلية المضافة، وتسريع جهود تنويع الاقتصاد".

من جانبه، قال موكيش أمباني: "يسهم هذا المشروع المشترك بين ’ريلاينس للصناعات المحدودة‘ و’تعزيز‘ في دعم التعاون وترسيخ العلاقات الوثيقة التي تربط بين دولة الإمارات وجمهورية الهند. نحن سعداء بإنشاء أول المشاريع في سلسلة القيمة لمادة الفينيل في منطقة "تعزيز" للصناعات الكيماوية في الرويس بدولة الإمارات، والتي تشهد تطوراً مستمراً في طريقها لتصبح مركزاً عالمياً للمواد الكيميائية".

وأضاف: "يهدف هذه المشروع المشترك والذي يستفيد من حاجة القطاع الصناعي في جمهورية الهند لمادة كلوريد البولي فينيل لدفع نموه وتطوره، ومكانة دولة الإمارات كمصدر مهم لتوفير المواد الأولية، لإقامة علاقات تعاون تحقق مصالح متبادلة للشركتين. ولا شك أن التعاون الوثيق القائم على تحقيق الأهداف المشتركة ومساعينا المستمرة للاستفادة من الموارد المتوفرة تسهم في تحسين جودة حياة مجتمعاتنا".

وتدخل المواد الكيميائية التي سينتجها المشروع المشترك في مجموعة واسعة من الاستخدامات الصناعية، مما يسهم في تمكين سلاسل الإمداد المحلية في دولة الإمارات، وتلبية الطلب المتزايد في أسواق التصدير الرئيسية، حيث تعمل مادة الكلور القلوي على تمكين إنتاج الصودا الكاوية الضرورية لإنتاج الألمنيوم. ويُستخدم ثاني كلوريد الإيثيلين في إنتاج مادة كلوريد البولي فينيل التي تستخدم في تصنيع مجموعة واسعة من المنتجات الصناعية والاستهلاكية، بما في ذلك الأنابيب وتركيبات النوافذ والكابلات والأغشية الرقيقة والأرضيات. وسيسهم إنتاج مواد الكلور القلوي وثاني كلوريد الإيثيلين وكلوريد البولي فينيل في توفير فرص التصدير إلى الأسواق المستهدفة في جنوب شرق آسيا وأفريقيا، بالإضافة إلى تزويد قطاع الصناعة المحلي للمرة الأولى بإمكانية الحصول على المواد الخام الحيوية المصنّعة في دولة الإمارات، مما يعزز القيمة المحلية المضافة.

وتعتبر المواد الكيميائية من القطاعات التي تحظى بالأولوية ضمن استراتيجية النمو الصناعي لدولة الإمارات التي تقودها وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، والتي تهدف إلى رفع مساهمة القطاع الصناعي في الناتج المحلي الإجمالي إلى 300 مليار درهم بحلول عام 2031. وتعتبر المواد الكيميائية قطاعاً جاذباً نظراً لنمو الطلب المتوقع عالمياً والفرصة التي يتيحها الإنتاج المحلي لخلق سلاسل الإمداد الجديدة.

وتعكس الاتفاقية الاهتمام الكبير الذي تشهده "تعزيز" من قبل المستثمرين المحليين والدوليين في الأشهر الأخيرة. وتتكون "تعزيز" من ثلاث مناطق صناعية، أولها "منطقة الصناعات الكيماوية" التي سيتم فيها إنتاج المواد الكيميائية من خلال سبعة مشاريع عالمية قيد التصميم الآن، والثانية هي "منطقة الصناعات الخفيفة" التي ستكون موطناً للصناعات التحويلية التي ستحول مُخرجات "منطقة الصناعات الكيماوية" إلى منتجات قابلة للاستهلاك، أما الثالثة فهي "منطقة الخدمات الصناعية" التي ستضم مجموعة متنوعة من الشركات التي توفر الخدمات الضرورية التي تتطلبها مناطق "تعزيز" الصناعية ومجمع الرويس الصناعي ككل.

يُذكر أن مشاريع "منطقة تعزيز للصناعات الكيماوية" في مرحلة التصميم حالياً، والميعاد المستهدف لبدء التشغيل هو عام 2025.

العودة